آخر الأحداث والمستجدات
مهما عاشوا لن يقبروا شعري .... !
استدار الزمن دورته الغريبة وبعد أن كانت خشية المثقف العربي من سيف الغرباء وجبروتهم أصبح الخطر ماثلا أمامه من الناس الذين خرج من بينهم رغم أنه كان يجسد أفكارهم وأحلامهم و يتحدث بلسانهم .
في سط صحراء الشظف أقيمت الاحتفالات لمولد الشاعر ، لأن الشاعر ظل يرفع شأنها فوق بقية القبائل وكم كان الاحتفال بخصوبة العقل البشري الذي يجود بما بخلت به الصحراء وكانت القصيدة تكتب و تحفظ و تعلق وتحمل علامة فارقة في زمن الرمل الرتيب .
وقد سن رسول الله الكريم تقليدا جديدا لتكريم الشعراء فخلع بردته وكساها كعب بن زهير ، إلا أن الكثير من حكام المسلمين وجدوا أنفسهم غير قادرين على إتباع هذه السنة الحميدة، فوقعنا في التناقض المؤسف و المخجل بين سلطة الحاكم الغريب الذي يطمح إلى تحول هذا المفكر أكان شاعر ا أو مثقفا أو عالما إلى كتاب منسي وسلطة المثقف الذي يرى أن من حقه أن يكون مستقلا في رأيه قادرا على الحلم معترضا بالنقد وصادقا مبادرا لفضح الزيف والباطل.
حياة الشاعر و المفكر المثقف لم تكن سهلة ، فقد ابتلي "بجرثومة" الفكر وعاد كمن يسير على حافة السيف ، كل خطوة تدمي قدميه وكل خاطرة تقربه من مصيره المحتوم وحلت مشاعر الخوف بدلا من لمعات الإبداع واختفى من حياتنا شطر مهم من التفكير الحر و الاعتزاز .
وكم طالت قائمة المبدعين الذين قتلوا وهاجروا وأصبح وضعهم يثير الأسى و الحنق و المرارة كأنما كتب على المثقفين أن يدفعوا تشريدا و قتلا .
لاشك أن هذا الوضع غير السوي كابوسا نعيشه لأن قوى الشر و الظلام مازالت مطلقة العقال ، ومها ظل الفكر جريمة لا تغتفر في نظر الحاكم العدو فلابد
أن يأتي الوعد الذي طال تأجيله طويلا و يحل مستقبل الخلاص ويقف اغتيال السيف للشعر
أيها الشاعر اعتمد قيثارك واعزف الآن منشدا أشعارك
واجعل الحب و الجمال شعارك وادع ربا دعا الوجود وبارك
فزها وازدهى بميلاد شاعر
الكاتب : | مريم هاشمي |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2015-02-17 00:29:31 |